الى الرفاق في فلسطين ..


09/01/09 هو التاريخ المطبوع على قفا مذموم عباس ابو مازن و مفاده ان الاخ الرئيس ستنتهي مدة صلاحيته بعد هذا التاريخ ، اي انه سيصبح غير صالح للاستعمال حسب تقارير وزارة الصحة .

ونظرا لتخلفنا، فإننا نصر على استعمال المواد حتى بعد انتهاء صلاحيتها غير مهتمين بما قد ينجم عن هذا الاستعمال من اضرار صحية .

لكن هذه المرة ، الوضع يختلف فالمادة التي مازالت قيد الاستعمال كانت فاسدة من قبل انتهاء مدتها و الان وقد انتهت مدتها فقد ازدادت فسادا على فسادها

ومن منطلق الخوف على اخواننا في فلسطين من اي اضرار قد تنجم عن تواجدهم بالقرب من تلك البضاعة الفاسدة ، وجب التحذير تفاديا لتفشي امراض و اوبئة نحن في غنى عنها .

لذا :

- على الاخوه المجاورين لمقر السلطة في رام الله تجنب المرور امام المقر و الحرص على عدم فتح نوافدهم و ابواب دورهم .

- على السيد مصطفى البرغوثي حث زملائه الاطباء على الالتزام برش المبيدات كل صباح امام المقر .

- على المجاورين لمكان اقامة ابو مازن ان ينزحوا الى مخيمات اللجوء حتى اشعار اخر .

و على الاخوة في السلطة الفلسطينية ان يواصلوا التفافهم حول الشرعية الفلسطينية الممثلة بأبو مازن ، وذلك من منطلق ( معك على الحلوة و المرة )

فحيي رأس الخنزير فإنه .. ارعبه عراقي ينتعل صحوته

.
من جراحات العراق ولد ، ببعض من بطش الحجاج و أنفة الرشيد ، منتظر هو لكن الاسم اخطأ مسماه .. فقد مل انتظارا امتد اعواما
و اعياه التأمل في رأس جمعت من الحقد و الغدر انواعا منوعة ، كما اعياه السكوت على ظلم الاعداء و ظلم ذوي القربى على حد سواء .
.
فثـار من خلف الجمع مستجمعا رباطة جأش الضرغام
مـلوحـا بيمنى عز منبعها امجاد بابـل و الشـام
ليـجاري فصاحة فاقـت فحولــة ابي تمــام
بحذاء صلصال اطهر من سريرة كرام
.
بإرادة حولت الحذاء في العراق الى سلاح فتاك ، بثائرة حدودها امتدادات ازمنة المجد و الكرامة ، بعزيمة كسرت ما تبقى من خيوط الجبن و الهوان ، بصحوة ضمير جعلت من الجزمة افقا بعيد المرام ، بشجاعة أيقضت أعراب القرى وعرب الحواضرمن سبات طال ، بنخوة صوفية مولعة مبشرة بعودة زمن الامجاد .. أذل الزيدي المنتظر رب جيش متغطرس عات في الارض فسادا .
و ان لم يلامسه الحذاء ففي ذلك حكمة نعل أبي متكبر ثنائى عن ملامسة وجه الكلب
فهكذا تكون مكافآة نهاية الخدمة في اكرم ديار العرب ، و هكذا تكون قبلة الوداع : حارة ، مباغثة ، مفاجئة ...

كالنكبة او أبعد

لعل افضل ما قامت به امريكا منذ تأسيسها الى الان هو تأجيلها منح تأشيرة السفر للشاعر الكبير محمود درويش ، فهي بذلك اتاحت لنا و اياه فرصة الاستمتاع بآخر قصيدتين فكان الختام مسكا و عنبرا .
و لعل اسوء قرار اتخذه شاعرنا الكبير هو قرار السفر الى امريكا للعلاج ، ليس لان امريكا هي الطاعون و الطاعون امريكا و لا لأن تلك الارض لا تنتج سوى موت، بل لأن الموت الذي لطالما ظل متربصا به لم يكن لينال منه و هو على ارض فلسطين ، فلسطين للحياة لا للموت، و كل شيئ في فلسطين يستحق الحياة ، كما لم يكن لينال منه وهو متحصن بين جبال الجليل، ففي الجليل تموت العصافير بما فيها طيور الموت ايضا . و لأن محمود من بني البشر و ليس من العصافير فقد تقرر دفنه في رام الله ، لتتواصل معاناته كلاجئ حتى بعد موته ، فكما يظل اللاجئ الحي لاجئا الى حين عودته لبيته الذي اقتلع منه ، يصبح الميت لاجئا ان لم يدفن حيث ولد . ولا عجب الا يدفن في الجليل فالسلطة الفلسطينية تحت حكم طائر سنونو و الطيور تتحيز لبعضها كما تتحيز للعصافير التي تموت في الجليل لتدفن في الجليل وحدها فيصبح الجليل ارضا محتلة من قبل بني الصقور الى جانب بني صهيون لتتجدد المطالبة بحق عودة الاموات املنا في نيله و اشفاء غليل الاحياء ممن حرموا منه .
ابكي فلسطين فالمصاب جلل ، و بموت فتى الجليل اضحت نكبتك نكبتان ، ابكي فقد آن أن تتوشح ريتا اسودا و يترك الصحان وحيدا ، آن ان تشتاق يا درويش بحق لخبز امك و قهوتها و ان تخجل من دمعتها ، آن أن نودع اخ الكرمل ، لكننا نبقى في حل من التذكار فدرويش فينا